لبنان يعيد دفعة من اللاجئين إلى سوريا عشية مناقشة البرلمان مساعدات أوروبية

لبنان يعيد دفعة من اللاجئين إلى سوريا عشية مناقشة البرلمان مساعدات أوروبية

استأنف لبنان، الثلاثاء، بعد توقّف لنحو عام ونصف العام عملية إعادة لاجئين سوريين إلى بلدهم، عشية مناقشة البرلمان مساعدات بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، أجج الإعلان عنها مخاوف جهات سياسية ودينية تطالب بحل جذري للملف.

في منطقة عرسال في شرق لبنان، تجمّعت منذ ساعات الصباح الأولى حافلات وشاحنات صغيرة، يحمل بعضها لوحات تسجيل لبنانية وأخرى سورية، قبل بدء انطلاقها تدريجاً إلى الأراضي السورية بإشراف الأمن العام اللبناني. وحمل لاجئون معهم حاجياتهم من أمتعة شخصية ومقتنيات وحتى دواجن وحيوانات، وفق وكالة فرانس برس.

وأعلن الأمن العام عن تنظيم إعادة نحو 330 لاجئاً عبر معبرين حدوديين في عرسال وبلدة القاع كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، في إطار "تأمين العودة الطوعية" التي بدأها الأمن العام منذ 2017.

ومن بين العائدين، الثلاثاء، رجل (57 عاماً) يتحدّر من قرية رأس المعرة في القلمون. وقال مفضّلاً عدم الكشف عن اسمه، "عائد الآن بمفردي لأقوم بتهيئة الوضع لعودة عائلتي".

وأضاف "سعيد بالعودة بعد 10 سنوات، إلى بيتي ووطني وأرضي".

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها بـ"وصول دفعة جديدة من المهجرين السوريين العائدين من لبنان عبر معبر الزمراني بريف دمشق"، من دون تحديد العدد.

ويناقش البرلمان اللبناني، الأربعاء، حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو مقدمة للبنان حتى عام 2027، أعلن عنها الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر الحالي، معولاً على "تعاون" السلطات لضبط الحدود ومكافحة عمليات تهريب اللاجئين، بعد ازدياد عدد القوارب المتجهة إلى أوروبا.

وفي كلمة لها الأسبوع الماضي، أوضحت  سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال أن الحزمة ستسمح "بمواصلة تمويل قطاعات رئيسية مثل الحماية الاجتماعية والصحة والمياه والتعليم"، مضيفةً أن ذلك "لا يشمل اللاجئين السوريين فحسب، بل أيضاً العديد من اللبنانيين الذين يستفيدون من برامج المساعدة الاجتماعية الممولة من الاتحاد الأوروبي".

ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الاثنين، السلطات اللبنانية إلى "فتح البحر" أمام اللاجئين السوريين، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة على إعادتهم إلى بلدهم وتقديم المساعدات لهم هناك.

وأعربت قبرص، الثلاثاء، عن قلقها إزاء تصريح نصرالله، حيث اعتبر المتحدث باسم الحكومة القبرصية كوستانتينوس ليتمفيوس في حديث لصحفيين أنه "يتعين علينا بالتأكيد أن نقلق وهذه قضية نوليها أهمية قصوى".

وأضاف "نحن على تواصل مع سلطات لبنان، وبإمكاننا إدارة (الهجرة غير المنتظمة)".

ويقول لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ خريف 2019، إنه يستضيف نحو مليونَي سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم نسبة لعدد السكان.

وتنظر السلطات إلى الملف بوصفه عبئاً لم تعد تقوى على تحمّله بعد 4 سنوات من انهيار اقتصادي مزمن. وتصاعدت مؤخراً النبرة تجاه اللاجئين، وسط إجماع من قوى سياسية رئيسية على ضرورة إيجاد "حل جذري" بإعادتهم إلى بلدهم.

وتحذر منظمات حقوقية ودولية من عمليات ترحيل "قسرية"، وتشدّد على أنّ توقّف المعارك في سوريا لا يعني أنّ ظروف عودة اللاجئين باتت آمنة، في ظلّ بنى تحتية متداعية وظروف اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية وعمليات توقيف تطول أحياناً عائدين إلى سوريا.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية